الثقافة دعامة أساسية لاستمرار الحياة

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، أن “الثقافة الصحيحة تشكّل الأساس الذي تُبنى عليه الحياة، وتنعكس في أفعالنا وسلوكياتنا اليومية.

ولهذا السبب، كانت محط استهداف دائم لمحاولات التشويه، إذ أن الثقافة الواعية هي التي تحفز الشعوب على المقاومة والدفاع عن وجودها”.

جاء كلام الخطيب خلال رعايته حفل افتتاح فعاليات معرض الكتاب العربي العاشر 2025، الذي أقيم في جنوب لبنان تحت شعار “تحية إلى غزة: فلسطين وحدة الدم والمصير”، بدعوة من جمعية “هلا صور”،

وبحضور عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والاجتماعية، بينهم النائب علي خريس، وممثل النائبة عناية عز الدين علوان شرف الدين،

ومدير الجامعة الإسلامية الدكتور غسان جابر، وأمين سر حركة فتح في منطقة صور توفيق عبد الله.

الثقافة أسبق من السلاح وأعمق من المواجهة

وشدد الخطيب على أن “الثقافة هي المقاومة الأولى، لأنها تعني الوعي والمعرفة. فالمقاومة فعل إنساني في سبيل استمرار الحياة، والثقافة تسبق حمل السلاح؛

إذ إن الثقافة الصحيحة تعني النصر الأكيد. أما الثقافة التي تحيد عن القيم والأصول الإنسانية فهي ثقافة تميت الحياة وتقطع أوصال المجتمعات”.

وأضاف أن “معرض الكتاب هذا يمثل مساحة للحياة والفكر، ودعوة لقراءة متأنية ومتعمقة في زمن انتشرت فيه الثقافة السطحية عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

المطلوب أن نرتقي بثقافتنا إلى مستوى العمق والتحليل، لا إلى الاستهلاك السريع للمعلومات”.

وأشار إلى أن النخب الثقافية تتحمل مسؤولية كبرى في هذه المعركة الفكرية الوجودية،

لافتًا إلى أن الهزيمة الحقيقية لا تكون في المعارك العسكرية بل في خسارة معركة الفكر والهوية.

الدفاع عن الثقافة ومواجهة التحريف

وتحدث الخطيب عن أهمية حماية التاريخ والثقافة الوطنية من محاولات التحريف والتقسيم، قائلاً: “لبنان غني بتنوعه الثقافي، وإذا كانت الفروقات الثقافية مدعاة للفرقة،

فإن المجتمع يفقد تماسكه. لذا، يجب أن تكون الثقافة جسراً للقبول والانفتاح كما دعا الإمام موسى الصدر، لا أداة للفرقة”.

وأردف: “الثقافة الحقيقية تنطلق من القيم الإنسانية المشتركة، والأديان هي انعكاس للفطرة والقيم التي توحد البشرية.

تشويه الدين وتحويله إلى أداة للفرقة والقبلية ليس من الدين بشيء، بل هو خروج عن رسالته الحقيقية”.

تحية لصور والمبادرات الثقافية

في ختام كلمته، وجه الخطيب تحية إلى مدينة صور والقائمين على تنظيم المعرض، متمنيًا تكرار هذه المبادرات الثقافية،

لا سيما في ظل الظروف الراهنة في لبنان، حيث تتعرض القيم الدينية والثقافية لمحاولات تشويه ممنهجة.

بعد الكلمات، قام الشيخ الخطيب بقص شريط الافتتاح، وجال في أرجاء المعرض مطلعًا على أقسامه ومحتوياته.